الأحد، مايو 15، 2011

وَصِيـــتَّى حَبِيْبِى





وَصِيـــتَّى حَبِيْبِى
-----------------
عَلَّمْتَنِى أُمِّى يَوْمَا
كَيْف أُحِيْك الْيَاسَمِيْن عَلَى ذَيْل فَسَاتِى الْأَحَب
وَعَلَّمَنْى أَبِى كَيْف أُبَارِز الْخَوْف
أَن تَمَكَّن مِن خُطُوَاتِى
وَعَلَّمْتَنِى الْأَيَّام أَن كُل الْأَشْيَاء سَوَاء
وَكُل الْنَّاس سَوَاء
وَكُل المَلَامِح سَوَاء
إِلَا
بَشَرَا هَام فِى عِشْقِى
وَعَلِمْتــنَى أَنْت كَيْف أَكُوْن أُنْثَى
كَيْف يَهُز صَوْتِى جُدْرَان الْزَّمَن
فَيَسِيْل مَعَه لُعَاب الْكَلِمَات
عَلَّمْتَنِى
كَيْف أُنَادِيِك
فَتَنْهَمِر بِالْعِشْق كَنَهْرا جَف ثُم سَرَت بِه الْحَيَاة مُجَدَّدَا
كَيْف الْمَس مَلَامِحَك بِأَنَامَلَى
فَتَتَمَنَّى أَن يَتَوَقَّف الْتَّارِيْخ عِنْد تِلْك الْلَّحْظَة
وَلاتُغَادر أَنَامِلِى ابَدَا مِيْنَاء وَجْهَك الْأَحَب
كَيْف تُقْبَل عَلَى الْدُّنْيَا وَمَافِيْهَا
وَلَا ارَى الآك كُل مَن فِيْهَا
كَيْف أُغْمِض عُيُوُنِى كُل مَسَاء
لِأَبْحَث عَنْك فَوْق وَسَادَة الْحُلُم
وَأَفْتَح عُيُوُنِى كُل صَبَاح
لِتَكُوْن أَجْمَل مَاحَدَّث لِدِفْء الْشَّمْس
عَلَّمْتَنِى
كَيْف أَبُث نِيْرَان الْغَيْرَة فِى قُلُوْب كُل الْنِسَاء
حِيْن تغَزِلْنّى قَصِيْدَة
وَتَرتشُفْنّى قَبْل قَهْوَتِك
وَتُسَافِر خَلَف الْجُنُوْن لَأُحِبُّك
وَتَتَذَاكى لأَحْتَار وَتَتَمَكَّن مِن جَل أهْتِمَامّى
وَتَخَاف لْأُشَعْرّك طِفْلِى وَأُهَرْوِل الَملِمك بِحَنَانّى
وَتَضْحَك لَأَضْحَك لِأَنَّك تَعْرِف بِأَنِّى أُحُبِك حِيْن تَضْحَك
عَلَّمْتَنِى
أَن أَبْكَى حِيْن تْشِطَات غَضَبَا
فَتَتَقَهْقر كُل مُقَوِّمَات الْتَمَرُّد فِى رُجُوْلَتُك
أَن تَحَميَنّى مِن فُرْسَان الْقُصَّر
حِيْن يَتَسَلَّقُون شُرْفَة كَلِمَاتِى
أَن تَهْدِيْنِى بِاقَتَّى الَّتِى أُحِب مِن الْزُّهُوْر
حِيْن لَا يَتَنَاسَب الْوَقْت لأَهَدَاء الْزُّهُوْر

قَبْل عِشْقِك
كُنْت لَا اتْقَن فَن الْالْوَان
ولافَن الرِّقَّة
وَلَا فَن الْأُنُوثَة
وَبَعْد عِشْقِك
تَعَّلَمْت أَن أَغْدُو أُنْثَى تُدَنْدِن عَلَى أَوْتَار قَلْب شَاعِر
وَتَعْزِف الْكَلِمَات فِى مُجَلَّدَات الْجُنُوْن
وَتَعْلَم الْكَلِمَات لَبْكْم الْمَشَاعِر
فَتَغْدُو فِى عِشْقِك
كُل الْأَشْيَاء أَجْمَل
وَكُل الْشِّعْر أَرْوَع
وَكُل الْعِشْق أَنْت
وَقَد أَتْقَنْت حَبِيْبِى
بِأَنَّك رَجُل مُخْتَلَف حَد الْتَّهَوُّر
حَد الْجُنُوْن
حَد يُذِيْب خَلَجَات أُنْثَى بَاتَت لَا تَتَمَنَّى مَن الْدُّنْيَا سِوَاك
أَتْقَنَت بِأَنِّى كَسَرْتَك
لَأُعِيْد تَرْتِيْب تَفَاصِيْلَك وَتُشْبَّهَنّى أَكْثَر فَأَكْثَر
أَتْقَنَت بِأَنَّك كَسَرَتْنِى
لَأِنِّى أَهُم الْنِّسَاء عَلَى خَارِطَة شَاعِر
وَكُل الْنِّسَاء فِى حَيَاة عَاشِق
وَأُمَّك الَّتِى تَغَار عَلَيْهَا مِن رِجَال الْأَرْض
وَيَغَار عَلَيْك كُل الْنِّسَاء مِنْهَا
وَلَاتِهْتَم أَنْت
أَنْت عَبَق أَرْسَلْتَه الْأَيَّام لأتَبَخّر بِه
وِيُلاصُقْنّى أَيْنَمَا سَافَرَت
أَنْت نَّيْلِا سَرَى فِى عُرُوْقِى
وَأَذُوب مَع تَمَرَات الْنَّخِيل الَّذِى ارْتَوَى مِنْه
أَنْت تُرَاب وَطَنِى الَّذِى سَيُوَاريَنّى وَأِنْتَهَى فِيْه يَوْمَا
وَأَنَا أُحِب فِيْك وَطَنِى
أَنْت كَلِمَة تَتَهامِسِهَا حُرُوفَا خَجَلا مِن رِقَّتِهَا
وَأَنَا أَدْمَنْت تَكْرَارُهَا
أَنْت لَيْلَة حَار الْشُّعَرَاء فِى وُصِفُهَا
وَعَجَزَت الْدُّنْيَا عَن حَل لَغَزَّهَا
وَهَمَسْت لِى أَنْت أَجْمَل مَافِيْهَا أَنْت
وَحَل لغُزَى عِشْقِك
ومُكَافأتُك سَكَنَة فِى عُيُوْنِك حَبِيبَتَاى
عَلَّمْتَنِى يَاهَذَا الْرَّجُل الْمُتَعَبَثّر بِمَهَارَة فِى شِرْيَان أَمْرَأَة
أَن أَعِيْش لأَنْتَظَرّك
وَأَنْتَظِرُك لْأُشَعْرّك
وَأَشْعُرُك لَيَخْفِق الْقَلْب
وَالْقَلْب لَايَعْرِف مِن كِنَايَتِه إِلَأ أَسْمَك
وَصِيَّتِى يَاكِل مِن يَقرّأَنّى
كَفِّنُوْنِى فِى عُيُوْنَه
فَلِأَجْل عَيْنَيْه أَنَا عِشْت
وَسَأُحِبُك بِصَمْت
حَتَّى أَسْمَعُك وَأَنْت تَقُوْل لَهُم حَبِيْبِى
بِأَنِّى
حَبِيَبْتَك فَحَسْب


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق