أَنَّه يَعْرِفُنِى أَكْثَر مِن نَفْسِى
يَعْرِف تَفَاصِيْل جُنُوُنِى
وَشَغْبَى
وَتَمِرَّدَى
يُتْقِن كُل الْطُّرُق لِكَلِمَاتِى
وَلِهَذَا سَأَعْكِف عَن الْكَلَام
وَأُغَيِّر تَفَاصِيْل مَلامَّحَى الَّتِى يَعْرِف
وَأَضِيْع كَذَرَّات تُرَاب نَثَرُوَه فِى يَوْم رِيْح
أَنَا أُنْثَى
لَا يَعْرِفُهَا إِلَّا هُو
وَلَم تَسْمَح لِأَحَد بِأَن يَغُوْر فِى كِبْرِيَائِهَا إِلَا هُو
وَلَم تُعْرَف كَيْف تُحْكَى إِلَا لَو كَان مِن يَسْمَعْهَا هُو
تَعَوَّد أَن يَعْرِفُنِى
وَنَسِيْت أَن اتْعَرْف إِلَى نَفْسِى
هُو يَشْتُمُنِى كَعَبَق أَنَامِلِه
وَيَلْمِس مَا يَدُوْر بقَوَافِى
كَمَا لَو كَانَت تَفَشَّى لَه سَرَى
لَم تَمُت الْكَلِمَات
بَل
مَات نَبْضِهَا
وَأَتْقَن ذَلِك
فَأَعْلَن الْتَمَرُّد
وَالْقَسْوَة
وَالْجَبَرُوْت
أَهْدَيْتُه
قَلْبِى لِيَسْتَدْفَأ بِحَنَانَه
وَكِبْرِيَائِى لِّيَتَوَشّح بِعَلَامَاتِه
وَكَلِمَاتِى لِيَسْكُنَهَا طَالَمَا خَفَقَت
وَمَزَّق كُل الْأَشْيَاء
وَأَهْدَاهَا لِلَوِهــم
دُوْن مُقَابِل
أُبْخَسْنّى الْتَّقْدِيْر
أَذَل كَيْان أحْتِياجِى إِلَيْه
قَرَّرْت الْتَّنَحِّى عَن الْكَلَام لِكَى لَا يَعْرِف
وَقَرَّرَت الْغَرَق فِى مَسَاحَات الْحَيَاة وَحْدِى
وَقَرَّرَت الْعُزْوف عَن كُل مَا يُشِبَبِه فَلَن أَحْتَمِل أَكْثَر
لَن أَدَعَه يَغُوْر فِى جُرْحِى
وَيَرْقُص عَلَى أَنْقَاض وَجَعِى مَع رَخِيْصَات الْقُصَّر
لَن أُسْكِرُه مِن دِمَاء عِشْقِى الْنَّازِف
وَلَن أَغَادِر وَطَنِى
فَلَقَد غَيَّرَت هُويَتَّى لَأُسْكِنَه أَبَدا
لَن أَدَعَه يلْحَظَنّى وَأَنَا اتْحَرَك فِى بَيْتِى
وَلَن اتَتْبَعَه
كَى أَشْتَم عِطْر كَلِمَاتِه الْقَدِيْمَة الْمُكَرَّرَة لَهُن
لَيْتَه يَعْرِف
بِأَنِّى لَو كَتَبْت دُوْن قَلْب وَضَحِك هُو
فَقَد نَثَر كَلِمَاتِه الْمُسْتَهْلَكَة
لِانَّه أَنْهَى كُل الْكَلِمّات لِأِجْلِى
يَوْمَا مَا قَرَّرَت أَن أَبْنِى قَصْرَا مِن الْجَلِيْد
أُرَاقِص فِيْه الْحُلُم
وَأَغْتَال فِيْه الْالَم
وَأُهَدْهِد فِيْه كُل الَذِكْرَيْات الْمُرَّة
أَهْلَكَنِى الْبِنَاء
وَوَجَدْت بُرُوْدَة الْجُدْرَان تَقْتُلَنِى
فَآَثَرْت الْبَحْث عَن بَصِيْص مِن نُوُر
يُمْنَح كَيَانِى بَعْضَا مِن الْدِّفْء
وَحِيْنَمَا قَرَّرْت أَن الْتَفَت
أَنَّهَارَت الْجُدْرَان
وَهَوَى الْقُصَّر
فَغَدَى مَقْبَرَة لِلِأَحْلَام
وَذَابَت كُل الْأَمَانِى مَع شَمْس الْيَوْم الْآَخِر
أَنَا غَابَة مِن الْحُزْن
تَتَمَنَّى أَن تَشُب فِيْهَا الْنِّيْرَان
لِتَغْدُو ذَرّات تُرَاب تَذْرُوْه الْرِّيَاح
وَتَخْتَفِى مَعَالِمُهَا
فَقَد مَلّت أَوْرَاق أَشْجَارِهَا تَعَاسَة الْخَرِيف
وَتَبِعْثَرَت زَهِرَات الْيَاسَمِيْن عَلَى أَرْجَاء الْوَحْشَة
أَنَا دُنْيَا مِن الْعِشْق
تَرْفِض هَمَسَات الْفَشَل
وَتُنَدِّد بِأَنَّهَا عَشِقْت الْمُسْتَحِيْل
أَنَا
تَارِيْخ عُذْرِيَّة الْكَلِمَات
الَّتِى فَقَدَت عُذْرِيَّتِها مَع أَوَّل قَصِيْدَة وَجَع
أَنَا قَبِيْلَة مِن كُل الْنِّسَاء
أَجْلسُهُن فِى مَقَاعِد جُنُوُنِى
وَأَعْلَمُهُن تَفَاصِيْل الْأُنُوْثَة
وَتَفَاصِيْل الْحَنَان
وَتَفَاصِيْل الْحُزْن
أَنَا تَعَلَّمْت مِن الْشِّعْر الْشَّجَاعَة
وَتَعَلَّمْت مَن الْدُّنْيَا الْالَم
وَتَعَلَّمْت مَن أَبَى المَسْؤليّة
وَتَعَلَّمْت مِن الْقِطَار الْرَّحِيْل
وَتَعَلَّمْت مِن الْطُفُوْلَة الْطُّهْر
وَتَعَلَّمْت مِنْك الْحُب
أَنَا أَهُم تَفَاصِيْل الْضَّيَاع فِى خَارِطَة الْعِشْق
وَأَجْمَل لَحَظَات الْتَّهَوُّر فِى قَرَار أَمْرَأَة
وَكُل مَايُمْكِن مِن الْطَّيِّبَة فِى زَمَن غَدَت الْطَّيِّبَة مِن الْمُعْجِزَات
وَالَحُّب مِن الْمُعْجِزَات
وَالْوَفَاء مِن الْمُعْجِزَات
وَالْشَّوْق لِى مِن الْمُعْجِزَات
تَعِبَت
سَأَعُوْد مُجَدَّدَا
يَاذَاتِه الَّتِى اعْشَق
وَكِيَانِه الْضَّائِع فِى تَضَارِيِس وُجُوْدِى
وَرَجْفَة الْحُب فِى كِبْرِيَاء تِلْك الْمَرْأَه
يَا مَلامَّحَى الحُلُوه
وَثَوْرَة الْخَوْف فِى عُرُوْقِى
أَنَا ذَاتَك الْمُخْتَبِئَة بَيْن ثَنَايَا انْفَاسُك
انَا ذَاتِك الَّتِى تَفْتَرِش جِلْدَك وَتُقْتَل الْتِّيْه فِيْك
انَا تِلْك الْانْثَى الَّتِى تُعَرِّف مَرَاسِم قَتَلَك
وَعِشْقُك
وَاشْعارُك
انَا بِاخْتِصَار يَاهَذَا
حَدَّث فِى حَيَاتِك سَتَتَوَاردُه نَشَرَات الاخْبَار
وَتَغَار مِنْه شَفَتَيْك وَانْت تَرْتَشِف قَهْوَتِك فِى الْصَّبَاح
وَتَلْعَنِه كُل الْنِّسَاء دُوْنِى
انَا اسْطُوْرَتك
وَذَاتِك الْشَرِيْدَة
الْوَلِيِّدَة
الْعَنِيدَة
الْعَتِيدَه
الْطُفُوْلِيَّه
انَا حَبِيَبْتَك
الَا لَمْلَمْت ذَاتِك لِاجْلِى الان؟
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق